رسالة حـــــــب

ِحبي.. لا بل كل الحب وليس حبي فقط.. نعم أنتي كل الحب، هل تسألي لما أخاطبكِ بكلمة مقدسة قبل أن أطلب منك الأذن.. حسناً سيدتي مازال أمامنا وقت هلا سمحتي لي أن أركع فوق ركبتاي وأصرخ بها، .. لا؟ إذن لن أصرخ بها هل تعلمي لماذا؟.. حسناً لأنني لا يجب عليّ أن أتنازل عن صوابي وأصرخ داخل حرم حبك المقدس بصوت عالي بل يجب عليّ أن أهمس بها، حسناً لنعد للبداية ”بصوت هامس“ حبيبتي.. لا بل حبيبة كل العالم حبيبة كل رجل يملك عينين ويري، حبيبة كل قلب آن له أن يشعر بالهوى، هل تسمحين لي أن أكون الحب الذي يطرق باب قلبك الخالي.. آه أسف ولكن هل هو مسكون؟.. أتمني أن يكون خالي وكُتب عليه للإيجار وكُتب عليه لشخص هادي.
ولكن يا لي من أحمق ما بالي أستأذن قبل الدخول؟.. وما بالي وأنا الجريء صرت بحبك خجول؟ بل سأقتحم باب فلبك و أجتاحه كعاصفة عاتية وسأنظر في بحيرة قلبك الصافية وألقي فيها أحجاري وأثيرها وسأفعل بكِ أفاعيل السحر والجنون فأمسك بقلبك وأضعه في قارورة زجاجية مليئة بالدموع وأحرك فيها اُصبعي كطفل عابث مجنون فأحرك فيها إعصار الحب والشجون لتشعري بي وتصيري لي وتتنفسين وأنت تعلمين أني أحبك، وليس هذا فقط فحين تقرئين سأستلقي فوق دفاترك وفوق أوراقك وفوق كل سطر تقرئين وتكتبين وسأذوب في تكوينك وفي ذاتك وأسرق قلبك منكِ كالقرصان وأضعه في سفينة الاحلام وأهدهده طفلا وأرضعه من ذاتي، من تكويني وأخذه فوق جبل معزول لأشغل منه بساطا طائراً فوق نول وأضعه في سحاب الكون وأمزجه في خلطة مجنونة وأشعل منه شعلة ضخمة وناراً محرقة يتدفأ بها من يشعر مثلي ببرد الهجران، ثم أخذه وأنعزل به وأعلمه لغات العالم وأواها لغة الحب وأضعه فوق قلبي وأشعره بكل نبض.
سأصنع منك خلطة مجنونة وأجعل منك امرأة بي مفتونة. سأعبر بكِ سنوات العمر وأحزان القلب، وسأنُسيكِ من بحياتك مر، سأترك بصمتي فوق كل شيء فيكِ، فوق شعركِ.. فوق قلبكِ.. فوق شفتاكِ وعيناكِ، وأترك بصمتي في حجرتك فوق سريرك ووسادتك. سأجعلك تدمنين رسالاتي وتطلبينها وتصرخين أريدها.. هذا أنا.. وهكذا أنا.. أما ما أريده منكِ فهو أن تستسلمي وبحبي تؤمني وتسلميني شراعكِ وأحلامكِ وأن تتركي وقت استلام رسالتي كل ما بيدكِ وتذهبي علي الفور لمكتب الشهر العقاري.. وتكتبي تحت أسمي عهد بالحب وباسمي كذلك تكتبين الأحلام والآمال التي ستكون في هذا العام الجديد.. هذا عام حبيبك المجنون بكِ.
أما إذا رغبتي بالمقاومة وبالهروب مني فأسرعي وأحضري خنجرك وانتزعيه من طيات ثيابك واغمسيه في سم قاتل ”أقصد دموعك“ ثم اطعنيني في قلبي في حبي في سنوات عشقي، فهكذا فقط أموت، ولكن حتى حينها ستعانين الكثير فسيكون عليكِ أن تحرقي جثتي وتطلقي النار علي طيفي وتشعلي النار بثيابي ورسالاتي وأحلامي وذاتي.
وأحذرك من أنك إذا أردتي أن تكوني لي فأعلمي إنني مجنون وأنه ليس هناك من حبي تراجع وليس هناك طريق للعودة فاكتبي قبل حبي وصيتك، لكل الأحبة وأطالب بذاتك كاملة غير منقوصة، ولا تتركي جزء منها في أي مكان أو مع أي صحبة وأنني عزيزتي أشك في ذاتي ومن أصابعي و أناملي والقلم الذي أكتب به ما أن أترك الكتابة به حتى أحطمه فلقد علم بما قلته لكِ وأدرك كل الحوار وقد يكون ممن يحلو لهم أحياناً الثرثرة وسأحرق ما يتبقي منه حتى أتأكد من موته وألقيه في غيابات السجون ليتسلي ببقاياه المحبون المعذبون وأعلمي أن تكويني به ألف كلمة وألف رسالة عشق وألف كلمة حب، وإذا وصلتك مني رسالة فارغة فهذا يعني إنني وصلت إلي حافة الانهيار وتخلصت من كل الاقلام، وقد يصلك ظرف فارغ فاعلمي إن غيرتي بلغت الاوراق.
وأسمعي لا تكتبي لي خطاب فإنني أغير من ذاك الطابع الذي سيلمس قبل شفتاي شفتاكِ وأنت تقبلينه وتضعين عليه جزء من ذاتك وجزء من ريقك ليلصق بالخطاب وكذلك من الظرف الذي ستلمسينه لتضعين به الورقة ومن القلم الخائن الذي سيلمس يدكِ، فإذا كان ذاك جزاء القلم الذي أكتب به أنا، فما بالك بجزاء ذاك الذي لمس يدكِ قبل أن أفعل أنا؟

وأريدك ألا تأكلي فكيف يلمس غيري شفتاكِ أولاً، وأرغب ألا تنامي فوق ذاك الفراش الخالي من بصمتي، وألا تجلسي فوق مقعد جلس فوقه غيرك، وألا ترتدي ثياب جميلة لغيري، وأطلب منكِ أن تتحسسي الطريق حتى لا تفتحي عيناكِ وتنظري لغيري وأطلب منكِ أن لا تنظري لساعتك لتعرفي الوقت فما قيمته ولستُ بجوارك!؟، ولا تمشي ببطء في الطريق فيتابعك غيري بنظره،ولا تسرعي فتلفتي إليك الانتباه، ولا تقفي لشراء شيء من مكان غير قلبي الذي أبتعتي منه الغرام.
وأعلمي أن هناك شروط عليكِ إذا اتخذتِ قرار بحبي.. لا تقولي أحبك لغيري.. ولا تكوني أسيرة لشيء سوي عشقي .. ولا تحبي اسم غير أسمي.. ولا تنصتي لصوتاً غير صوتي، ولا تقرئي خط غير خطي، وكذلك عليكِ أن تقسمي ذاتك قسمين، جزء لي وجزء لقلبي، وأن تنثري زجاجة عطركِ فوق ذاك القسم وفوق قلبكِ وتربطيه بشريط أحمر مصنوع من قطرات دمكِ وتلفيه بورق أبيض لون الحب الكامن بقلبكِ وتكتبي عليه خاص بحبيبي وتدفعيه إليّ وحدي غير مشاركة فيه سواي.
ولا تقولي أحبك سوي لي وإلا أقسم بحبكِ لأختفي فوق الجبال وأكون مجنون أشعث الشعر مغبر الثياب لا أردد من صوتي سوي أسمك وكلمة أحبكِ.. أحبكِ .. اجعليني إذن اسمكُ
مع كل الحب
كل عام وأنتي حبيبتي

اشكرك على مرورك